لأن لباس الإنسان لا يغني عن أخلاقه الحميدة، ولهذا قال الله تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} 1.

إن هذا النص القرآني عجيب في بيان هذا المعنى، وليس المجال هنا متسعاً للحديث عنه بتوسع، فينبغي للإنسان أن يتدبره.

لقد امتنّ الله سبحانه علينا باللباسين، وجعلهما من آياته التي يجب أن تُذكّرنا بالله، وأشار كتاب الله إلى أن هناك علاقة بين كشْف السوأة وبين الشيطان وأوليائه الذين يتولّونه ويتبعونه، إن الشيطان يأمر الإنسان بالوقوع في رذيلة كشْف عورة الجسد والوقوع في رذيلة كشْف عورة النفس عن طريق ارتكاب مساوئ الأخلاق!.

وقد نبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن الستر يكون في الدنيا ويكون في الآخرة، كما في الحديث الذي روته أمُّ سلمة رضي الله عنها، قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: "سبحان الله ما أُنزل الليلة من الفتن، وماذا فُتح من الخزائن. أيقظوا صواحبات الحُجَرِ، فرُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة" 2!!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015