بسّاماً بالنهار1.
ثم قال: "بقيَ هنا شيءٌ: ينبغي لمن كان ضحوكاً بسّاماً أن يُقصِّر مِن ذلك، ويلومَ نفسَه؛ حتى لا تَمجَّه الأَنفُس، وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يَتبسّمَ، ويُحسِّنَ خُلقه، ويَمْقتَ نفسَه على رداءة خُلقه.
وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذمومٌ، ولا بدَّ للنفسِ من مجاهدة وتأديب! " 2.
وقد عَرفنا مِن خلال النصوص الشرعية خطأَ هذه الظنون، وفداحةَ هذه الأخطاء في الدنيا والآخرة!.
هـ- خلاصةُ ما يؤدي إليه هذا المبحث:
وبِتتبُّعِ هذه النصوص يتبيّنَ لنا ما يلي:
1- أَن هذه النصوص مِن الكتاب والسنّة ليس لها مُعارِضٌ مِن النصوص الأُخرى.
2- وأن الأحكام الواردة في الكتاب والسنّة بشأن هذا الموضوع قد شملت ثلاثةَ أنواعٍ مِن الحقوق للمسلم على المسلم، هي: الحقوق التي على القلب، والحقوق التي على اللسان، والحقوق التي على الجوارح الأخرى؛ فمعنى ذلك أن حقوق المسلم على أخيه المسلم قد استغرقت جوارح الإنسان كلها، ومعنى ذلك أيضاً أن حقوق المسلم على المسلم يَجب أن يَتواطأ عليها القلب واللسان وسائر الجوارح!
3- وأنه ليس في الكتاب والسنّة نصوصٌ ناسخةٌ لهذه النصوص السابقة