وإفشاء السلام، والإحسان، والسماحة، والصدق، والتثبت، وما إلى ذلك مِن معاني الدين ومقاصده وأخلاقه.
وهذه الأوهام يَصعبُ حصرها هنا، وليس هذا مقصوداً في طَرْقِ الموضوع الآن.
د- معارَضَةُ هذه الأوهام لما جاءت به شريعة الإسلام:
ولكن المتعيّن هنا التأكيد على أن هذا كله يتعارض مع ما جاءت به نصوص الشرع من أصولٍ وفروعٍ في هذه الحقوق؛ فعموم الأمر بالسلام، والأمر بِرَدِّه، وعموم الأمر بالكلمة الطيّبة، والصَّدقة، والإحسان إلى الناس، وإلى القريب والجار، وأمثالها، كلُّها عمومات تَرُدُّ على هذه الأغاليط مِن الأفهام. فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخِر فلا يؤذِ جاره" 1، وفي روايةٍ: "فلْيُكْرم جاره" 2، وفي روايةٍ: "فلْيُحْسن إلى جاره" 3 وأمثال ذلك، يَرُدُّ على مسالك الفهم المخطِئة تلك -وربما الخاطئة-؛ فليس في هذه الأحاديث -مثلاً- اشتراط شروط لإعطاء حق الجار هذا، ولم تأتِ بقية النصوص بشرط أو شروط مِن هذا القبيل!.
ومِن الأمثلة أَيضاً ما جاء مِن النصوص في تحريم الظلم بصفةٍ عامّة، مثل ما رواه أبو ذرّ، رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربّه تبارك