رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أَكثر ما يُدْخلُ الناسَ الجنّةَ، قال: "تقوى الله وحُسْن الخُلُق". وسئل عن أكثر ما يُدْخل الناسَ النارَ، قال: الفم والفرْجُ" 1. وأَخرج الترمذيّ بالسند عن عبد الله بن المبارك أنه وَصَف حُسن الخُلق، فقال: "هو بَسْط الوجه، وبَذْل المعروف، وكَفُّ الأذى" 2!!. وقال صلى الله عليه وسلم: "اتّقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" 3.
ويَصْعُبُ أَن نَحْصر الأحاديث في هذا المعنى، شأنها شأن الآيات على ما سَبَق بيانه عند الحديث عنها.
والحقُّ أَنِّي مُعْجَبٌ ومُنْدَهِشٌ أَيضاً مِن كثرة أَحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وشمولها واستغراقها لكل صُوَرِ التعامل ومجالاته، وكلُّها عدلٌ ورحمةٌ وإحسانٌ وهُدىً واستقامةٌ، ولا أَدري كيف صُرِفَتْ أَبصارُ أَقوامٍ من المسلمين عنها إلى ضدّها تماماً، نسأل الله عفواً وسلاماً!!. ربنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا، وهَبْ لنا مِن لدُنك رحمةً.
وحسْبُك أَيها المسلم الصادق أَن تَقرأَ في هذه المعاني الجميلة هذه النصوص الجميلة المحبَّبة إلى النفس وإلى كل فطرةٍ سويّةٍ، وأَن تستسلمَ لها بقلبٍ سليمٍ، وأَن تَدَعَ كل ذي خُلُقٍ لئيمٍ، في غوايته يَهِيم، وتلتزم