ما أشد حاجة الإنسان إلى أن يتعرف على صورته في عيون الآخرين، ليتعرف على خطئه من صوابه في تعامله مع الناس وتصرفاته! ويراعي حدود الأدب والذوق في ذلك!.
أما الذي لا يعنيه هذا الأمر فذلك إنسان عديم الإحساس، فاقد الذوق جملةً وتفصيلاً، فلا يميز بين المناسب وغير المناسب مما يأتي ويَذَر.
أما من أدرك أهمية العناية بهذا الأمر -أعني التعرف على صورته في عيون الآخرين- فإن له للوصول إلى هذه الغاية ثلاث طرق:
الأولى: معرفته بشعور الآخرين تجاه تصرفاته وتعامله معهم، فإنه سَيَعلم منه مواطن السخط ومواطن الرضا منهم؛ فيُراعيه ضِمْن دائرة هَدْي الإسلام وأحكامه.
الثانية: القياس على ما يَجِدُهُ في نفسه من آثار رؤيته تصرفات الناس في عينه، وما ينتج عنها في نفسه مِن سخطه ورضاه.