المنتظر. غير أنه يقال أنا لك ناظر أي: أنا لك منتظر. ولا يقال أنا إليك ناظر أي إليك منتظر إلا أن يريد نظر العين.
والله يقول: {وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة} ولم يقل لربها ناظرة فيحتمل ما تأولوا.
فأما دفعهم نظر العين بقول الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} وبقول موسى عليه السلام: {رب أرني أنظر إليك قال لن تراني} فإنه أراد: {لا تدركه الأبصار} في الدنيا وأراد: {لن تراني} في الدنيا لأنه تعال احتجب عن جميع خلقه في الدنيا وتجلى لهم يوم الحساب والقصاص فيرونه كما يرى القمر في ليلة البدر. لا يختلفون فيه كما لا يختلفون في القمر.
والعرب تضرب بالقمر المثل في الشهرة والظهور وقال ذو الرمة:
فقد بهرت فما تخفى على أحد ... إلا على أحد لا يعرف القمرا
ويقولون هذا أبين من الشمس ومن فلق الصبح وأشهر من القمر وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاضٍ على الكتاب ومفسر له. والخبر في الرؤية ليس من الأخبار التي يدفعها إلا جاهل أو معاند ظالم لتتابع الروايات