قال معن بن عيسى: "انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يومًا من المسجد وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له أبو الحورية، كان يتهم بالإرجاء، فقال: يا عبد الله! اسمع مني شيئا أكلمك به، وأحاجك وأخبرك برأيي.

قال: فإن غلبتني؟

قال: إن غلبتك اتبعني.

قال: فإن جاء رجل آخر فكلمنا فغلبنا؟

قال: نتبعه!

فقال مالك رحمه الله: يا عبد الله بعث الله عز وجل محمدًا صلى الله عليه وسلم بدين واحد وأراك تنتقل من دين إلى دين".

وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل.

وجاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد تعال حتى أخاصمك في الدين، فقال الحسن: أما أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه! (?)

وإذا كان الجدل والمراء والخصومة في الدين مذمومة على كل حال فإنها تتأكد في حق المقلدة والجهال.

ويتأكد ترك المراء والجدل في كل ما لا طائل من ورائه كملح العلوم والنوادر، وما لا يثمر عملًا غير السفسطة والتلاسن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015