ففكر عبد الرحمن، وقال:
كيف اعتذر الى امير المؤمنين؟
فعبا اصحابه.
فلما طلع الفجر زحف باصحابه الى طاهر، وهو غار، فوضع فيهم السيوف، فوقفت طائفه من اصحاب طاهر رجاله، يذبون عن اصحابهم حتى ركبوا، واستعدوا، ثم حملوا على عبد الرحمن واصحابه، فأكثروا فيهم القتل.
فلما راى ذلك عبد الرحمن ترجل في حماه اصحابه فقاتلوا حتى قتل عبد الرحمن، وقتلوا معه.
وبلغ ذلك محمدا، فسقط في يده، وبرز جنوده، فعقد لعبد الله الحرشي، في خمسه آلاف رجل، وليحيى بن على بن عيسى، في مثل ذلك، فسارا حتى وافيا قرميسين [1] .
وبلغ طاهرا ذلك، فسار نحوهما، فانهزما من غير قتال حتى رجعا الى حلوان، فأقاما هناك.
فزحف طاهر نحو حلوان، فانهزما حتى لحقا ببغداد، واقام طاهر بحلوان حتى وافاه هرثمة بن اعين من عند المأمون، في ثلاثين الف رجل من جنود خراسان، فاخذ طاهر من حلوان نحو البصره والاهواز.
وتقدم هرثمة الى بغداد، فلم تقم لمحمد قائمه حتى قتل، وكان من امره ما كان.
وان طاهر بن الحسين صعد من البصره، وتقدم هرثمة حتى احدقا ببغداد، واحاطا بمحمد الامين، ونصبا المنجنيق على داره حتى ضاق محمد بذلك ذرعا.
وكان هرثمة بن اعين يحب صلاح حال محمد، والإبقاء على حشاشه نفسه، فأرسل