الاخبار الطوال (صفحة 379)

ابو جعفر المنصور

فلما وصل ابو جعفر الى ذات عرق في منصرفه أتاه نعى الامام ابى العباس [1] ، فأقام بمكانه حتى وافاه ابو مسلم، فاخبره بوفاه ابى العباس.

فخنقت أبا مسلم العبرة [1] ، وقال: رحم الله امير المؤمنين، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

فقال ابو جعفر: انى قد رايت ان تخلف اثقالك ومن معك من جنودك على، فيكونوا معى، وتركب أنت في عشره نفر البريد حتى ترد الأنبار، فتضبط العسكر، وتسكن الناس.

قال ابو مسلم: افعل.

فركب في عشره نفر من خاصته، وسار بالحث الشديد حتى وافى العراق، وانتهى الى مدينه ابى العباس بالأنبار، فوجد عيسى بن على بن عبد الله بن عباس قد دعا الناس الى بيعته، وخلع ولايه العهد عن ابى جعفر.

فلما رأوا أبا مسلم مالوا معه، وتركوا عيسى.

فلما وافى ابو جعفر اعتذر اليه عيسى، واعلمه انه انما اراد بذلك ضبط العسكر، وحفظ الخزائن، وبيوت الأموال.

فقبل ابو جعفر منه ذلك، ولم يؤاخذه بما كان منه.

واجتمع الناس، وبايعوا المنصور أبا جعفر.

ثم أتاه انتقاض الشام، وقد كان ابو العباس استعمل عليها عمه عبد الله بن على، فلما بلغه وفاه ابى العباس دعا لنفسه، واستمال من كان معه من جنود خراسان، فمالوا معه.

فلما بلغ أبا جعفر ذلك قال لأبي مسلم ايها الرجل، انما هو انا او أنت، فاما ان تسير الى الشام فتصلح امرها، او اسير انا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015