الاخبار الطوال (صفحة 356)

فانتخب الف فارس، ثم خرج، فالتقوا، واقتتلوا، وحمل محمد بن المثنى الربعي على تميم بن نصر، فتضاربا بسيفيهما، فلم يصنع السيفان شيئا، لكمال لامتيهما، فلما راى محمد بن المثنى ذلك حمل بنفسه على تميم، فعانقه، فسقطا جميعا الى الارض، وصار محمد فوق تميم، فانحنى على حلقه بالسيف، فذبحه.

وقال نصر بن سيار يرثى ابنه تميما:

نفى عنى العزاء وكنت جلدا ... غداه جلى الفوارس عن تميم

وما قصرت يداه عن الأعادي ... ولا اضحى بمنزله اللئيم

وفاء للخليفة وابتذالا ... لمهجته يدافع عن حريم

فمن يك سائلا عنى فإني ... انا الشيخ الغضنفر ذو الكليم

نمتنى من خزيمة باذخات ... بواسق ينتمين الى صميم

قالوا: فمكثوا بذلك عشرين شهرا، ينهض بعضهم الى بعض كل ايام، فيقتتلون هويا، ثم ينصرفون، وقد انتصف بعضهم من بعض.

وشغلهم ذلك عن طلب ابى مسلم واصحابه حتى قوى امره، واشتد ركنه، وعلن شانه في جميع كور خراسان.

فقال عقيل بن معقل الليثى لنصر بن سيار: ان هذه العصبية قد تمادت بيننا وبين هؤلاء القوم، وقد شغلتك عن جميع اعمالك، وضبط سلطانك، وقد اظلك هذا العدو الكلب، فأنشدك الله ان تشام [1] نفسك وعشيرتك، قارب هذا الشيخ يعنى الكرماني بعض المقاربة، فقد انتقض الأمر على الامام مروان بن محمد.

فقال نصر: يا ابن عم، قد فهمت ما ذكرت، ولكن هذا الملاح قد ساعدته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015