جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ لِيَرْكَبَ، قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» قَالَ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (?)
وما يقوم به أهلنا بالشام من أعظم الجهاد في سبيل الله، حيث صدعوا بالحق أمام الطاغية الصنم، وهي أعظم من وقع السيف عليه، ومن ثم حق لمن قال كلمة الحق من العلماء والدعاة أو عامة الناس في وجه الطاغة فقتلوه أنه سيد شهداء زمانه بلا ريب، فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَالَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ» (?)
--------------
وبعد:
فإن الكلمة هي التي ميّزت الناس إلى مؤمن وكافر، وإلى برٍ وفاجر، إلى شقيٍ وسعيد، وإلى مقبولٍ وطريد، إلى صالحٍ وطالح، إلى خاسرٍ ورابح، حتى حطت رحال الناس فريقٌ في الجنة وفريق في السعير.
وإن الكلمة هي التي تفرق لأجلها الأهلون وشُرِّد العباد، وذرفت لأجلها دموع الثكالى وتيتم الأولاد، وإن الكلمة هي التي شرعت لأجلها سيوف الجهاد، فكان سيف الجهاد مشرّعاً أبداً فهو إلى يوم القيامة ماض، ولأجل الكلمة كانت الرماح والأسنة، لأجل قمع البدعة وإظهار السنّة، ولأجل الكلمة أريقت الدماء، ولأجلها نزلت الملائكة من السماء.
لأجل الكلمة كانت بدر وأحد والخندق وتبوك، ولأجلها كانت القادسية وكانت اليرموك، ولأجل الكلمة كانت عين جالوت وحطين.
ولأجل الكلمة ستبقى كتائب الاستشهاديين ... ستبقى لتسقط كلمة الكفر تحت أقدام المجاهدين، فقد جعل الله كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمةُ الله هي العليا إلى يوم الدين، وهذه هي قيمة الكلمة.
----------