الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)} [ص:5 - 7]،ما هذا لوجه الله أبدا، بل لأمر يريده محمد يوشك أن يفتضح أمره!
فعلوا ذلك، وقد علموا أنه أصدق الناس قولا وأعف الناس لسانا وأكثر الناس حرصا على مصالح الخلق.
-----------
الإسلاميون ليسوا معصومين، ومن ادَّعى ذلك فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان، ولكن اتباع المنطق السليم يصل بنا -ولابد- إلى نتيجة، هي أنه طالما كان الدين مهذِِّبا للأخلاق مزكِّيا للنفوس محسِّنا للمعاملات، فطبيعي -وهذا واقع- أن تتضاءل مخالفات من حاول تطبيقه -كما وكيفا- مقارنة بمخالفات غيره، وإن كانت ستظل موجودة بقدر، فكيف يعكس الأمر بالكلية، ويبلغ حد (الاقتران الشرطي)،بحيث لا يُذكر المتدين إلا وتذكر المخالفات الأخلاقية؟!
هذا والله ظلم لا يقوى صاحبه على تحمل تبعاته لا في الدنيا ولا يوم يعرض على ربه، وهو أبلغ إساءة للدين الخاتم الذي رضيه الله لعباده.
-------------
يا أفاضل .. والله ما خرج الإسلاميون يوم خرجوا يدعونكم ويطرحون أمامكم رؤيتهم إلا تأسيا بأنبياء الله، متمثلين قول ربهم حاكيا عن نوح عليه السلام: (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم)،هذا والله هدفهم، وهذه غايتهم التي أعلنوها، سعادة الناس ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فإن حاد عن الطريق أحدهم، فلكم في يوسف عليه السلام أسوة حسنة: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [يوسف:79].
إنْ كان الإعلام قد آثر سلوك هذه الطريق، فأقسمنا عليكم معاشر المسلمين لسلكتم طريق التثبت والتبين وتقديم حسن الظن، قبل أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.