المبحث الأربعون
الإسلامي متهم حتى تثبت براءته وغيره بريء من كل التهم!!!!
الحمد لله وحده، وبعد ..
أتحفظ دوما على استخدام مصطلح (الإسلامي)،ذلك أنني ما استطعت أن أعثر على فارق واحد بين ما يعتقده (الإسلامي) وبين ما يعتقده (المسلم)،بالإضافة إلى أنني وجدت أكثر من يستخدمه -ربما لحاجة في أنفسهم، وربما تكون بغية عزل (الإسلامي) عن المجتمع- هم أناس لا يرتضون منهجهم ورؤيتهم، حتى صار المصطلح عَلَما على كل من دعا أو أصّل لتبني النظرة الشمولية للإسلام، ولتطبيقه في دنيا الناس، بدءا من سياسة الدولة وحتى معاملة الرجل لأهله في بيته، وليت الأمر اقتصر على مجرد عزلهم، ولكن انضم إلى ذلك السعي الحثيث إلى تشويه صورتهم، بحيث تقولها بملء فمك: قد لاقت هذه الطائفة من صنوف الافتراء ما لم تلقه غيرها ربما ولا بنو يهود، لا لشيء إلا لأن الله قدر -ابتلاء لعباده وتمحيصا- أن يقع الإعلام بأيدي من يريدون بشتى الطرق إقصاءهم، مع أنهم -أعني الإسلاميين- قد بُحتْ أصواتهم وصدحوا بها مرارا:"لا نحملكم قسرا على تبني مشروعنا، بل نعرض ما لدينا ولتعرضوا ما لديكم، والشعب سيختار في النهاية ما يراه الأقرب للصواب والأنفع للبلاد"،ولكن قد أسمعت لو ناديت حيا! وشيئا فشيئا، أضحى الإسلامي دوما متهما حتى تثبت براءته، ودونه ودون حكم البراءة خرط القتاد! إذ كيف تُبرّأ ساحتك، وخصمك هو الحكم؟
----------
العجيب، أن بعض الإسلاميين أنفسهم صار لديهم قدر من التبلد تجاه هذا الظلم، أو قل: استعذبوا الظلم بعد أن وقع عليهم عقودا، فقد ألِفه الإسلاميون يوم كان يمارس بصورة أخرى -ربما أشد بغيا وقهرا-،حين كان الواحد منهم يوقن مع صباح أول يوم يدعو فيه إلى اتباع السنة وتبني النظرة الشاملة للإسلام أنه قد صار عرضة لأن يُستل من بين أهله وأولاده أو أن ينتزع من بين أحضان والديه في جوف الليل، مدانًا بشتى التهم التي سوف