وكذا تُصرف لجهود الإطاحة بالطاغية، لتخليص المسلمين من عدوِّ غائلتُه أشدُّ ضرراً، وجرائمُه أقبحُ معرَّة، على أهل الإسلام، من كلِّ الأعداء.
فهو يهريق الدماء، ويهتك الإعراض، ويهلك الحرث، والنسل، ويعيث في الأرض فساداً، ومعلوم أنَّه لا أوجب من جهاد هذا العدوِّ، وأمثاله من السَّاعين في الأرض بالفساد؟
وقد ذكر الله تعالى أنَّ نصرة المسلم من أنواع الجهاد في سبيل الله، وكذا كفِّ بأس الأعداء عن أهل الإسلام، كما تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:72].
وقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء:84].
ولهذا نهيب بأهل الدثور من المسلمين، أنّ يعجّلوا بزكاتهم للشعب السوري المنكوب، وقد فتح الله تعالى الطريق من تركيا، كما نهيب بالجمعيات الخيرية أن تسرع للإغاثة، وتوصيل الزكوات، والصدقات، وجهود الإغاثة لإخواننا هناك.
هذا ونسأل الله تعالى باسمه الأعظم، الحيّ القيوم، ذي الجلال والإكرام، ذي العزة، والكبرياء، والعظمة، الملك، الجبار.
اللهم إنّك العزيز ذو انتقام، اللهمّ انتقم من طاغية الشام، وأعوانه، الذين غرَّتهم دولتُهم، وقوَّتُهم، بما ملكوا من الجند، والأموال، فتكبِّروا في الأرض، وطغوْا في البلاد، حتى أكثروا فيها الفساد.
اللهم إنهم تسلَّطوا على عبادك المسلمين بالقتل، حتى قتلوا الأطفال، وعذَّبوهم، وهتكوا الأعراض، وقطعوا السبيل، وأهكلوا الأموال، وطغوْا طغيانا كبيرا.
اللهم خذْهم أخذَ عزيزٍ مقتدر، اللهمّ شتِّت شملهم، ودمّر دولتهم، واجعل عاليها سافلها، وأدر الدائرة عليهم، وردّ مكرهم في نحورهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، وأنزل بهم بأسك الذي لايردُّ عن القوم الظالمين.