[البقرة:256]،والدين هو الطاعة والعبادة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يَقُولُ لَنَا: «فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ» (?)

وعَنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيةِ الخَالِقِ» (?)

وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: قَدْ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا جَمَعْتُمْ حَطَبًا، وَأَوْقَدْتُمْ نَارًا، ثُمَّ دَخَلْتُمْ فِيهَا فَجَمَعُوا حَطَبًا، فَأَوْقَدُوا نَارًا، فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ، فَقَامَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا تَبِعْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِرَارًا مِنَ النَّارِ أَفَنَدْخُلُهَا؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ خَمَدَتِ النَّارُ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» (?)

مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يأمرهم إلا بالحق والعدل والمعروف، إلا أن هذا كله منوط بقدرتهم واستطاعتهم، وهو ما لا يرضى به الملوك، فطاعتهم مطلقة!

4 - والملوك والأمراء هم مصدر الأمن والاستقرار، وفي فقدهم يضطرب الأمن وتضيع الدولة، ويعش الشعب في فوضى واقتتال، فهذا التصور الخرافي يُلقى في روع الشعب حتى يصبح عقيدة راسخة مهما كان الملك فاسدا، ومهما كان وجوده عائقا للإصلاح، ومدعاة للاضطراب! ولهذا خاطب الحكيم المصري إيبور فرعون مصر - كما في تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها - حين اضطربت أحوال مصر بقوله (إن ما تشهده البلاد بعض نتائج الاضطراب الذي زرعته يداك في طول البلاد وعرضها، ولذا ترى الناس يلجؤون إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015