وكما في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»،قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» (?)
وقد دار حديث بيني وبين كثير من المعارضين في الملكيات والأنظمة الوراثية، الذين تعرض بعضهم لكل صور التعذيب والسجن والإذلال، فكان بعضهم يدافع عن الأنظمة الملكية ويرفض تغييرها ويعتذر لها عن كل جرائمها، وطائفة أخرى لا يجرؤون على التفكير فضلا عن الدعوة لأسقاطها مع تمنيهم حدوث ذلك!
هذا في الوقت الذي لو دخلوا على اليوتيوب وعرضوا رابط (أشجع فتاة مصرية) لوجدوها تهتف في بداية الثورة المصرية، وأمام مبنى أمن الدولة المصري، بما لا يستطع أشجع المعارضين في الأنظمة الملكية الهمس به بين أصحابه وفي داره!
وقد شاهد العالم كيف تخرج التظاهرات في بعض دول الخليج، ويقوم المعارضون لا بالتنديد بالنظام وكشف فساده، بل بتمجيده والتسبيح بحمده، والدعاء لرأس النظام، والاقتصار فقط على نقد الحكومة ووزرائها!
وهي حالة نفسية لا يمكن فهمها إلا بدراسة طبيعة الأنظمة الوراثية وكيف يتشكل فيها وعي الإنسان تجاه الملك أو الأمير على نحو ديني يقوم على الخوف والإجلال لهذا الإله البشري، مهما كان هذا الإنسان ماديا ليبراليا، فضلا عن عامي أمي، دع عنك المتدينين على اختلاف تياراتهم!
ومن أوضح الأدلة على أن الملكية الوراثية أشد أنواع الأنظمة السياسية انحرافا واستبدادا، هو أنها كانت غاية طموح الرؤساء الطغاة المستبدين في الجمهوريات
فقد كانت أقصى أماني حسني مبارك مع طغيانه واستبداده هو توريث الحكم لولده السفيه جمال، وكانت أقصى أماني القذافي توريث ابنه المجرم سيف الإسلام، وكانت أقصى أماني صالح توريث الحكم لولده من بعده، وكان ذلك ما تحقق للأسد حين ورث الحكم ابنه بشار!