إن للقيم الروحية والأخلاقية مكانتها في كل الرسالات السماوية والفلسفات الوضعية، وكما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:" إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ " (?)

ولهذا كانت القيم الإنسانية النبيلة في كل الأمم هي من آثار النبوة كما جاء في الحديث الصحيح عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ» (?)

وعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:" إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (?)

إن خطورة القيم الأخلاقية تكمن في كونها هي الحد الفارق بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الحيوانية! فالإنسان بلا خلق ولا دين إما وحش كاسر أو ذئب غادر أو ثعلب ماكر أو قرد عاهر! وهو ما تجلَّى في أوضح صوره في سلوكيات أكثر الرؤساء العرب مع شعوبهم قبل الثورة وبعدها!

--------

أيها العرب الأحرار ..

لقد كان للانحطاط السياسي الذي عاشه العرب في عصورهم الأخيرة، أسبابٌ اجتماعية خطيرة، تحللت فيها القيم الأخلاقية حتى ساد المجتمعَ العربي في عامة دوله أراذُله، وساسه سفهاؤه، كنتيجة طبيعية لشيوع سلوكيات تتنافى مع كل معاني الصدق والشجاعة والحرية والمجد والمروءة والشرف، التي لا يمكن للمجتمعات الإنسانية أن تنهض من كبوتها دون أن يتحقق لها قدر من تلك القيم الكريمة!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ، وَالْبُخْلُ، وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015