وقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء:36].

فأمر الله بالإحسان إلى الخلق جميعا، وخص هؤلاء للقرابة والحاجة، دون نظر إلى جنسهم ودينهم ..

والمقصود أن كل من قام بالدفاع عن حقه ورفع الظلم عن نفسه أو عن غيره فقد قام بالواجب والمشروع، وهو مأجور على ذلك إن قام استجابة للأمر الشرعي بدفع الظلم، خاصة ظلم السلطة، ويكون بذلك مجاهدا، فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (?)

فإن قتل فهو شهيد، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَالَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ» (?)

فإن نوى ما هو أبعد من دفع الظلم وتحقيق العدل، وقصد أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يظهر الإسلام ويحكم في الأرض، فهذا أعلى أنواع الجهاد، وأشرف صور الشهادة!

ــــــــــ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015