وعصائبهم، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا يَوْمَ بَدْرٍ قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فَمَا رَأَيْتُ نَاشِدًا يَنْشُدُ حَقًّا لَهُ، أَشَدَّ مِنْ مُنَاشَدَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - رَبَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ وَعْدَكَ وَعْهَدَكَ اللهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكُ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تَعْبُدْ فِي الْأَرْضِ» ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا كَأَنَّ شُقَّةَ وَجْهِهِ الْقَمَرُ فَقَالَ: «هَذِهِ مَصَارِعُ الْقَوْمِ الْعَشِيَّةَ» (?)

مع أن المسلمين الذين لم يحضروا أكثر ممن شهد بدرا!

فإذا تأخر ظهور القادة التاريخيين وعصائبهم، فلا يكلف العامة بما لا يستطيعون، ولهذا جاءت البشارة بالطائفة المنصورة الظاهرة بالحق، وبالغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، فالإصلاح هو مهمة النخبة من الأمة، الذين يجاهدون في الله حق جهاده، فإن نجحوا في مهمتهم وقامت الأمة معهم، وإلا فقد أدوا الذي عليهم، وكان للأمة عذرها في عدم قيامها معهم، سواء لعجزها وضعفها ووقوعها تحت حكم الطاغوت، أو لعجز المصلحين عن إقناعها وعجزهم عن تحريكها نحو الإصلاح!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015