يلذّ لأذني سماع الصليل = ويبهجُ نفسي مسيل الدما

وجسمٌ تجدّل في الصحصحان = تناوشُهُ جارحاتُ الفلا

فمنه نصيبٌ لأسد السماء = ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى

كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا

وعفّر منه بهيّ الجبين = ولكن عُفاراً يزيد البها

وبان على شفتيه ابتسامٌ = معانيه هزءٌ بهذي الدّنا

ونام ليحلم َ حلم الخلود= ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى

لعمرك هذا مماتُ الرجال = ومن رام موتاً شريفاً فذا

فكيف اصطباري لكيد الحقود = وكيف احتمالي لسوم الأذى

أخوفاً وعندي تهونُ الحياة = وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا

بقلبي سأرمي وجوه العداة = فقلبي حديدٌ وناري لظى

وأحمي حياضي بحدّ الحسام = فيعلم قومي أنّي الفتى

-----------

الثالث عشر - إن نصر الله قريب:

نعم أيها الأحبة الكرام، ولكنه لا يأتي دون تضحيات جسام، ودون تقديم أغلى ما نملك من أجل الحصول عليه، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]

يُخَاطِبَ اللهُ تَعَالَى الذِينَ هَدَاهُمْ إِلى السِّلْمِ، وَإِلَى الخُرُوجِ مِنْ ظُلْمَةِ الاخْتِلاَفِ، إِلى نُورِ الوِفَاقِ، بِاتِّبَاعِهِمْ هُدَى الكِتَابِ زَمَنَ التَّنْزيلِ، الذِينَ يَظُنُّونَ مِنْهُمْ أَنَّ انْتِسَابَهُمْ إِلى الإِسْلاَمِ فِيهِ الكِفَايَةُ لِدُخُولِ الجَنَّةِ دُونَ أَنْ يَتَحَمَّلُوا الشَّدَائِدَ وَالأَذَى فِي سَبيلِ الحَقِّ، وَهِدَايَةِ الخَلْقِ، جَهْلاً مِنْهُمْ بِسُنَّةِ اللهِ تَعَالَى فِي أَهْلِ الهُدَى مُنْذُ أَنْ خَلَقَهُمْ. فَيَقُولُ لَهُمْ: هَلْ تَحْسَبُونَ أَنَّكُمْ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ تُبْتَلَوا وَتُخْتَبَرُوا كَمَا فُعِلَ بِالذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الأُمَمِ الذِينَ ابْتُلُوا بِالفَقْرِ (البَأَسَاءُ)،وَبِالأَسْقَامِ وَالأَمْرَاضِ (الضَّرَّاءُ)،وَخُوِّفُوا وَهُدَّدُوا مِنَ الأَعْدَاءِ (زُلْزِلُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015