الغمائم، والزّهر تفتّحت عنه الكمائم، رفع منه راية خافقة، وأقام له سوقا نافقة.
وعلى تدفّق أنهاره، وكثرة نظمه واشتهاره، فلم أظفر منه إلّا باليسير التافه بعد انصرافه.
شعره: قال: [مجزوء الرجز]
أفديك يا ريح الصّبا ... عوجي على تلك الرّبى
واحد النّعامى سحرا ... ترسل غماما صبّا
على ربى غرناطة ... لكي تقضّي ما ربا
ثم ابلغي «1» يا ريح ... عن صبّ سلاما طيّبا
ومن منظومه أيضا في بعض القضاة الفاسيّين، وهو من البديع، وورّى فيه ببابين من أبواب المدينة: [المتقارب]
وليت بفاس أمور القضاء ... فأحدثت فيها أمورا شنيعه
فتحت لنفسك باب الفتوح ... وغلقت للناس باب الشّريعة
فبادر مولى الورى فارس ... بعزلك عنها قبيل الذّريعه
وقال: [الكامل]
دع عنك قول عواذل ووشاة ... وأدر كؤوسك يا أخا اللّذّات
واخلع عذارك لاهيا في شربها ... واقطع زمانك بين هاك وهات
خذها إليك بكفّ ساق أغيد ... لين المعاطف فاتر الحركات
قد قام من ألحاظه إنسانها ... مثبّتا في فترة اللحظات
يسقيكها حمراء يسطع نورها ... في الكأس كالمصباح في المشكات
رقّت وراقت في الزّجاجة منظرا ... لمّا عدت تجلي على الرّاحات
لا تمزجنها في الأبارق إنها ... تبدو محاسنها لدى الكاسات
عجبا لها كالشمس تغرب في فم ... لكن مطالعها من الوجنات
نلنا بها ما نشتهيه من المنى ... في جنّة تزهى على الجنّات
رفّت عليها كلّ طلّ سجسج ... من كلّ غضّ يانع الثمرات
ما بين خضر حدائق وخمائل ... وجداول تفضي إلى دوحات
سرى النسيم بها يصافح زهره ... فيهبّ وهو مورّج النفحات