وفي مقل النّوار للطلّ «1» عبرة ... تردّدها أجفانها وتحيل

بأطيب من أخلاقه الغرّ كلّما ... تفاقم خطب للزمان يهول

حويت أبا عبد الإله مناقبا ... تفوت يدي «2» من رامها وتطول

فغرناطة مصر وأنت خصيبها ... ونائل يمناك الكريمة نيل «3»

فداك رجال حاولوا درك العلا ... ببخل، وهل نال العلاء بخيل؟

تخيّرك المولى وزيرا وناصحا ... فكان له ممّا أراد حصول

وألقى مقاليد الأمور مفوّضا ... إليك فلم يعدم يمينك سول

وقام بحفظ الملك منك مؤيّد ... نهوض بما أعيا سواك كفيل

وساس الرعايا منك أروع «4» باسل ... مبيد العدا للمعتفين منيل

وأبلج وقّاد الجبين كأنما ... على وجنتيه للنّضار مسيل

تهيم به العلياء حتى كأنها ... بثينته في الحبّ وهو جميل

له عزمات لو أعير مضاءها ... حسام لما نالت ظباه فلول

سرى ذكره في الخافقين فأصبحت ... إليه قلوب العالمين تميل

وأعدى قريضي جوده وثناؤه ... فأصبح في أقصى البلاد يجول

إليك أيا فخر الوزارة أرقلت ... برحلي هو جاء النّجاء ذلول

فليت إلى لقياك ناصية الفلا ... بأيدي ركاب سيرهنّ ذميل «5»

تسدّدني سهما لكلّ ثنيّة ... ضوامر أشباه القسيّ نحول

وقد لفظتني الأرض حتى رمت إلى ... ذراك برحلي «6» هوجل وهجول

فقيّدت أفراسي به وركائبي ... ولذّ مقام لي به وحلول

وقد كنت ذا نفس عزوف وهمّة ... عليها لأحداث الزمان ذحول «7»

ويهوى «8» العلا حظّي ويغرى «9» بضدّه ... لذاك اعترته رقّة ونحول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015