إذا سجعت في لحنها ثم قرقرت ... يطيح خفيف دونها وثقيل

سقى الله ربعا لا تزال تشوقني ... إليه رسوم دونه وطلول

جاد رباه «1» كلما ذرّ شارق ... من الودق هتّان أجشّ هطول

وما لي أستسقي الغمام ومدمعي ... سفوح على تلك العراص «2» همول

وعاذلة ظلّت «3» تلوم على السّرى ... وتكثر من تعذالها وتطيل

تقول: إلى كم ذا فراق وغربة ... ونأي على ما خيّلت ورحيل

ذريني أسعى للتي تكسب العلا ... سناء وتبقي الذّكر وهو جميل

فإمّا تريني من ممارسة الهوى ... نحيلا فحدّ المشرفيّ «4» نحيل

فوق أنابيب اليراعة صفرة «5» ... تزين، وفي قدّ القناة ذبول

ولولا السّرى لم يجتل البدر كاملا ... ولا بات منه للسّعود نزيل

ولولا اغتراب المرء في طلب العلا ... لما كان نحو المجد منه وصول

ولولا نوال «6» ابن الحكيم محمد ... لأصبح ربع المجد وهو محيل

وزير سما فوق السّماك جلالة ... وليس له إلّا النجوم قبيل

من القوم، أمّا في النّديّ «7» فإنهم ... هضاب وأمّا في النّدى فسيول

حووا شرف العلياء إرثا ومكسبا ... وطابت فروع منهم وأصول

وما جونة هطّالة ذات هيدب ... مرتها شمال مرجف وقبول «8»

لها زجل من رعدها ولوامع ... من البرق عنها للعيون كلول

كما هدرت وسط القلاص وأرسلت ... شقاشقها عند الهياج فحول

بأجود من كفّ الوزير محمد ... إذا ما توالت للسّنين محول

ولا «9» روضة بالحسن طيبة الشّذا ... ينمّ عليها إذخر وجليل

وقد أذكيت للزهر فيها مجامر ... تعطّر منها للنسيم ذيول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015