فَقَالَ: هيه، فَقُلْنا لَهُ: لَمْ يَزِدْ عَلى هَذا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَني - وهُوَ جَمِيعٌ - مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فلاَ أَدْرِي: أَنِسِيَ، أَمْ كَرهَ أَن تَتَّكِلُوا، فَقُلْنا: يا أَبَا سَعِيد، فَحَدِّثْنا، فَضَحِكَ، وَقَالَ: خُلِقَ الإنْسَانُ عَجُولاً، ما ذَكَرْتُهُ إلاَّ وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، حَدَّثَني كَما حَدَّثَكُمْ بِهِ، قَالَ: «ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدا، فَيُقالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأقُولُ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، فَيقُولُ: وَعِزَّتي وَجَلاَلي، وكِبْرِيائي وعَظَمَتي: لأُخْرِجَنَّ مِنْها مَن قالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ».