710 - وقد روى ابن جرير هاهنا أثرا غريبا عجيبا منكرا، فقال: ... عن أرطاة بن المنذر قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال له - وعنده حُذيفة بن اليمان -: أخبرني عن تفسير قول الله: {حم * عسق} قال: فأطرق ثم أعرض عنه، ثم كرر مقالته فأعرض عنه، فلم يجبه بشيء وكره مقالته، ثم كررها الثالثة فلم يُحِرْ إليه شيئا. فقال حذيفة: أنا أنبئك بها، قد عرفت لم كرهها؟ نزلت في رجل من أهل بيته يقال له "عبد الإله" - أو: عبد الله - ينزل على نهر من أنهار المشرق تُبْنَى عليه مدينتان، يشق النهر بينهما شقا، فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم، بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة وقد احترقت، كأنها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجبة: كيف أفلتت؟ فما هو إلا بياض يومها ذلك، حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم، ثم يخسف الله بها وبهم جميعا، فذلك قوله: {حم * عسق} يعني: عزيمة من الله تعالى وفتنة وقضاء حُمّ: {حم} عين: يعني عدلا منه، سين: يعني سيكون، ق: يعني واقع بهاتين المدينتين. (الشورى: 2)
711 - وأغرب منه ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في الجزء الثاني من مسند ابن عباس، وعن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، ولكن إسناده ضعيف جدا ومنقطع، فإنه قال: ... عن أبي معاوية قال: صعد عمر بن الخطاب المنبر فقال: أيها الناس هل سمع منكم أحد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفسر {حم * عسق}؟ فوثب ابن عباس فقال: أنا. قال: " {حم} اسم من أسماء الله تعالى" قال: فعين؟ قال: "عاين المولون عذاب يوم بدر" قال: فسين؟ قال: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" قال: فقاف؟ فسكت. فقام أبو ذر، ففسر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وقال: قاف: قارعة من السماء تغشى الناس. (الشورى: 2)
712 - عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - أو: العباس، شك عبد السلام -: لنا الفضل عليكم. فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتاهم في مجالسهم فقال: "يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ " قالوا: