شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} .
فإن القبوري بجعله المقبور واسطة وشفيعاً قد انتقص الله انتقاصاُ عظيماً، حيث قاسه بالمخلوق الذي يحابي في فضله وحكمه وعدله فيطعي من له وسيط وشفيع أكثر مما يعطي غيره، أو يحرم من ليس له واسطة لجهله بحاله أو استقاله، ويعفو عن المذنب الذي له شفيع ويطرح الآخر في السجن والعذاب، وذنبهما واحد، تقدس الله عن ذلك.
فهذا القبوري اتهم الله بالمحاباة من حيث لا يشعر، وانتهج خطة المشركين الذين هم بربهم يعدلون، زاعماً أنه موحد وهو مخالف للتوحيد - عافاه الله من ذلك -
فعليه التوبة وإخلاص الدين لله من جديد.
ج) شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكر، فهو صاحب المقام المحمود، وكذلك شفاعة غيره فيما يأذن به الله.
لكن ينبغي معرفة الحد في ذلك، وهو على أمرين:
أحدهما: إنه عز وجل لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حاله يوم القيامة أنه يسجد ويحمد ربه بمحامد يفتحها عليه دون أن يعرفها من قبل، ثم يقول الله له: (ارفع رأسك وسل تعطي واشفع تشفع) ، ويحد له حداً، وفي بعض طرق الحديث (ثم يحد لي حداً) .
فالذي يطمع بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يطلبها من الله، فيقول (اللهم شفعه في) .
وقد نها صلى الله عليه وسلم عن