علاقة العبد بربه يجب أن تكون عامة في كل شيء.

بحيث لا يمشي إلا على وفق شريعته، ولا يحكم إلا بكتابه وسنة نبيه، ولا يتحرك إلا لمرضاته واجتناب سخطه، ولا يحب أو يبغض إلا من أجله، لا لنفع أو من أجل عشيرة أو وطن أو قرابة أو مال، ولا يوالي أو يعادي إلا في الله ومن أجل إعلاء كلمته، لا لغرض آخر.

فلا يوالي أعداءه أو يعادي أحبابه لحاجة في نفسه، أو لأجل شيء مما تقدم، ولا يخطط نظام الحكم أو ينفذها مستنداً على تلك القواعد الانتهازية ضارباً بكتاب الله وتوحيده وشريعته عرض الحائط، فإن هو فعل ذلك لم يحسن علاقته بربه بل قطعها وكان متناقضاً في قوله، أفاكاً أثيماً، لأن الله لا يرضى من عبده أن يحكم بغير شريعته أو يتخلى عن دعوة الإسلام والدفاع عن جميع قضايا المسلمين.

ولا أن يوالي النصارى بحجة وطنية أو قومية عصبية جلبها من (أوروبا) واطرح بها ملة إبراهيم عليه السلام.

كما لا يرضى من عبده أن يعيش بإيمان أعزل امام كفر وإلحاد مسلح، بل يوجب عليه لتحقيق الصدق معه والاخلاص له أن يستعد لأعداء الله بجميع المستطاع من حول وقوة، مهما تنوعت وتطورت، ليقمعهم، كي لا يغلبوه ويتحكموا في مصيره، وكذلك يوجب عليه أن يكون غيوراً على حرماته حافظاً لحدوده ناصراً لدينه دافعاً له إلى الأمام، لا يقتصر من عبادته على نوع دون نوع، ولا يقصر بالغزو لنشر الحق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015