تحب التنفس من حكمها الأول، لتنخدع بالحكم الثاني، الذي هو أشقى وأضل سبيلاً.

والحق أن الشعوب البشرية يجب أن تكون مصونة الكرامة نائلة للعدل والحرمة الصحيحة لا تساق كالأنعام.

ولكن لا يجوز إطلاق هذه الكلمات على عواهنها، فالحكم لله الذي يجب أن يكون توجيه الشعب على نور وحيه وحكمه على وفق شريعته، لا أن يقول (الحكم للشعب) ، من يوجه الشعوب نحو رغباته هو من أصحاب المذاهب المادية والمبادئ الوثنية المخالفة لما أنزل الله، ويفرض سلطته عليها قهراً، تحت شعارات دجلية ماكرة.

وكذلك (مال الله) يجب صرفه في المصالح العامة وحفظ ثغور المسلمين والدفاع عن جميع قضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها، فوق كل شيء، والقيام بالدعوة إلى الله، والاستعداد بكل قوة لقمع المفتري عليه أو المعتدي على بعض المسلمين، وسد حاجة ذوي الحاجات المذكورين في سورة الحشر، ويقدم في صرفه ما تدعو الحاجة الضرورية إليه من ذلك، هكذا يعمل بمال الله، لا يجوز أن ينتهبه ذو الأنانية، ولا أن يصرف في البذخ والميوعة والتبذير، فضلاً عن الفسق والفجور والمسارح والبلاجات الخليعة.

ولا يجوز قطعاً ان يقال (مال الشعب) ، لأنه إذا سلم هذا، كان لهم أن يفعلوا ذلك وان يبددوا قسماً كبيراً منه على حفظ سلطانهم والتجسس وشراء الضمائر، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن الشعب يختلف في القوة والضعف والغنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015