ج) القرآن يفسر بعضه بعضاً.
فمعناها إننا إذا اهتدينا وتواصينا بالحق وصبرنا على الأذى فيه وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وتعاونا مع إخواننا على البر والتقوى وجاهدنا في الله حق جهاده، فحققنا الاهتداء الواجب علينا، لا يضرنا حينئذ ضلال الضالين وعناد المعاندين بعد ذلك، إذ بدونه لا تتحق الهداية أبداً.
ج) هو الميل عن الحق والانحراف عنه بشتى الاعتقادات والتأويل، ولذا سمي لحد القبر لحداً لميله عن وسطه إلى أحد جوانبه.
فالمنحرف عن صراط الله والمعاكس لحكمه بالتأويل الفاسد وإبداء التشكيك يسمى ملحداً.
والذي يعدل بربه غيره فيتألهه بالحب والتعظيم وقبول مبادئه أو تنفيذ نظمه وتشريعاته باستحسان يكون ملحداً.
وأول الناس إلحاداً المشركون الذين أشنقوا لآلهتهم من أسماء الله، كاللات والعزى من الآل الذي هو الإله، ومن العزيز الذي هو ذو العزة، وهكذا.
ثم كل من ألحد في أسمائه وصفاته وصرفها عن ظاهرها وأخضع نصوص التنزيل لقوانين (أرسطو) المنطقية وإضرابه، وكل من خالف النص في القدر والبعث وغيره،