ج) إن الله حصر صفة السفاهة حصراً فيمن تنكب عن ملة إبراهيم ورغب عن شريعة محمد، إذ قال {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} .
وشبه من لم ينتفع بالقرآن (بالحمار) ، ومن انسلخ من آياته (بالكلب) .
وحصر صفة الضلال فيما سوى الهدى، وجعل للإيمان مقاييس وموازين توزن به.
فمن مدح من ذمه الله من أولئك فهو متعد لحدود الله.
فكل منحرف عن تعاليم الإسلام معطل لحدوده محتكم إلى غير شريعة الله لا يجوز وصفه بأي لقب من ألقاب المدح والشرف، مهما كان.
ففي الحديث (لا تقولوا للفاسق سيداً فإنه يكن سيداً فقد أسخطتم ربكم) ، وأي فاسق أعظم فسقاً ممن ابتغى غير الله حكماً وشرع له ما لم يأذن به الله من المبادئ والمذاهب المادية الحديثة المرتكزة على الفلسفة الغربية بإيحاء من الصهاينة.
هل يجوز تحليل شيء مما حرم الله أو تحريم شيء مما أحل الله؟
لا يجوز قطعاً، وهو نوع من أنواع الشرك لأنه إفتراء على الله، قال تعالى في وصف المشركين {وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} .
فلا يجوز تحريم الحلال ولا طرحه والتخلي عنه وتسييبه، قال