ج) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين.
أما بعد:
فإن الجهاد هو ذروة السنام من الدين ووجوبه مُحتَّم على القادرين، والناكص عنه مع القدرة على خطر من دينه.
وقصة الثلاثة الذي خُلّفوا مشهورة وخطيرة وجديرة بالاعتبار.
وأنا ممن يقول أن وجوبه للهجوم، لا للدفاع، كما يقوله المهزومون، هزيمة عقلية، ممن انطبعوا بدعايات المستشرقين، من أن الإسلام قام بالقهر والسيف، ونسوا أن يردوا عليهم من واقعهم ويُوضّحوا هدف الإسلام من الجهاد، كما سلكه العلاّمة المودودي وغيره، لا أن يضربوا بكتاب الله بعضه ببعض ويجعلوا الآيات المكية وما نزل أول الهجرة قاض على الآيات المدنية الأخيرة.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ما معناه: أنه لا يوجد بين آيات الجهاد والصفح تعارض يوجب القول بالنسخ، وليس فيها شيء منسوخ قطعاً ولكن يُصار إلى الآيات المكية في حالة ضعف المسلمين وإلى الآيات المدنية في حالة قوة المسلمين حسب التفصيل بالتدرّج الذي لا يتحطم به كيانهم،