يخلطوا إيمانهم به، بما أمرهم ونهاهم أي أن لا يخلطوا ما أمرهم بالإيمان به من الأمور، بما أمرهم بالقيام به من الأعمال، فهذا الخلط هو الذي يسبب الغيبة ويتخذ تكئة للجوء إليها.
فهو لم يأمرهم بالعمل على أنه قادر على خرق القوانين والنواميس، وهو أمرهم بالإيمان بوجود الجنة والنار، ووعدهم بالرحمة والغفران، ولكنه لم يأمرهم بالعمل بالجنة والنار ولا بالعمل بما وعدهم. بل أمرهم بالعمل بما يدخل الجنة ويقي من النار. وأمرهم بعدم الاعتماد على رحمته فهو رحيم، ولكنه كذلك منتقم، يعاقب العاصي ويثيب الطائع.
فيجب أن لا يخلطوا بين ما أمرهم بالإيمان به، وما أمرهم بالعمل فيه. لذلك يجب أن يفرقوا بين ما أمرهم بالإيمان به، وما أمرهم بالعمل فيه.
فالغيبيات كلها تأتي من الخلط بين ما يجب التصديق به تصديقاً جازماً، وبين ما يجب القيام به من الأعمال فإذا لم يوجد هذا الخلط لم توجد الغيبيات، لذلك يجب التفريق بين ما يجب الإيمان به وما يجب العمل به وما لم يحصل هذا التفريق ويتقي الخلط فإنه ستظل الغيبيات تتسرب إلى النفوس وستظل الناس تتخذ الغيبيات تكئة للخروج إلى الأسهل الأهون في الضيق والأزمات، ولا سيما في الفترات الصعبة من الحياة.
5 من صفر، سنة 1394 هـ
27 / 2 / 1974 م