بقدرة الله.
فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها، وقدرة العبد وقيامه بما أمره الله هو الذي يعمل على القعود، وهو الذي يحذر الأمم والشعوب.
إن الله تعالى يقول: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} أي يقر بأنه ناصر من ينصره، وهذا نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، فالإيمان به فرض، وإنكاره كفر، ما في ذلك شك، ولكن خلط هذا الإيمان بالعمل يقعد من ينصر الله عن العمل لأنه سينصره حتماً.
فمن ينصر الله قد أمره الله بالعمل، ومع أنه أعلمه بأنه سينصره ولكنه في نفس الوقت أمره بالعمل، فاعتماده على وعد الله، وعدم قيامه بالعمل، هو عصيان الله وليس نصراً له.
فقعوده عن العمل ينفي عنه إنه ينصر الله، ولذلك فإن عدم النصر لمن يدعي أنه ينصر الله ولا يعمل، لا يعني أن الله قد أخلف وعده، بل يعني أن الرجل بعدم قيامه بما أمر الله من اتخاذ أسباب بالنصر، فقد عصى الله فخرج عن كونه ينصر الله، لأن نصر الله هو القيام بأوامره واجتناب نواهيه، ولذلك فإن الله لن ينصره، ما دام لم ينصر الله بالقيام بما أمره به من الأعمال.
فالخلط بين الإيمان بما أمر بالإيمان به، وبين القيام بما أمره الله به من الأعمال، يؤدي إلى الحرمان مما وعده الله به من جراء القعود وعدم العمل.
وإقامة دولة أي دولة، في جماعة أي جماعة، لها قوانين ونواميس، وهي أن تتقبل تلك الجماعة أو الفئة الأقوى فيها