الجواب: الأدلة متظافرة بالعموم الشامل للاشتراك في أصل الرؤية، بل فيهن بخصوصهن دليل صريح معتضد به وأنهن لسن في التكرار كالرجال، بل يرينه في مقدار. يوم الفطر ويوم النحر من أيام الدنيا، كما أن الرجال متفاوتون أيضًا في ذلك، فمنهم من يراه مرتين في مقدار اليوم من الدنيا، ومنهم من يراه في مقدار جمعة منها، ومنهم من هو أعلى من ذلك، ومنهم من يراه مع العموم، ومنهم من يراه بانفراد، ومنهم مع كونه في العموم أقرب من غيره كتفاوتهم جزمًا في المراتب، إذ غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يساوونهم في ذلك، وغير الصديقين، والشهداء من سائر الأمة لا يساوون الصديقين والشهداء، كما أن الظاهر أنالنساء أيضًا يتفاوتن، ولا ينافي ثبوت الرؤية لهن كما ورد من رجوع أهل الجنة إلى منازلهم بعد رؤية الله عز وجل في مقدار يوم الجمعة، وتلقي أزواجهم لهم قائلة كل واحدة منهن لصاحبها: مرحبًا، وأهلاً، بحبنا، لقد جئت وإن بك من الجمال، والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، وقوله لها: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل، وبحقنا أن ننقلب على ما انقلبنا به، وإن كان ظاهرًا في عدم كونهن معهم في ذلك، فهذا الوقت، غير وقتهن، وبسط ذلك ببيان أدلته صريحًا، وحكمًا، ومعنى يستدعي مجلدًا فأكثر، يضيق الوقت الآن عنه خصوصًا، وقد أفرد الرؤية بالتصنيف الدارقطني، والبيهقي، ويوجد الكثير من ذلك أيضًا في صفة الجنة لأبي نعيم وغيره،