عن سعيد بن جبير نحو ذلك، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار، لأنهم كلهم خلقوا لعبادة الله عز وجل وحده، فلما قام هؤلاء المؤمنين بما وجب عليهم من العبادة وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل وضم ذلك إلى ما اختصوا به، وعكسه، وأبلغ من هذا أيضًا ما ثبت عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري رفعه: "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله تعالى لهم ويضعها على اليهود والنصارى". وفي لفظ ثابت أيضًا: "إذا كان يوم القيامة دفع الله تعالى لكل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا فيقول: هذا فكاكك من النار" فاستحلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله أبا بردة بالله الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، فحلف له، وفي لفظ ثابت أيضًا: "إن أمتي أمة مرحومة، جعل الله تعالى عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع الله تعالى إلى كل رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان كان فداءه من النار". قال