الذي قبله، وقد بلغت نصف عمر الذي قبلي" فبكيت، ثم قال لي: "أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران" فضحكت. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن يحيى بن أيوب العلاف المصري عنه، فقال عن نافع بن يزيد، عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، أن أمه فاطمة ابنة حسين حدثته أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه قال لفاظمة: "يا بنية أحني علي" فأحنت عليه فناجاها ساعة، ثم انكشفت وهي تبكي وعائشة حاضرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بساعة: "أحني علي يا بنية" فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه فضحكت، قالت عائشة: فقلت: أي بنية أخبريني ماذا ناجاك به أبوك؟ فقالت فاطمة: ناجاني على حال سر، ظننت أني أخبر بسره وهي حي، فشق ذلك على عائشة أن يكون سرًا دونها، فلما قبضه الله قالت عائشة لفاطمة: يا بنية ألا تخبريني بذلك الخبر؟ قالت: أما الآن، فنعم، ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل عليه السلام كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وأنه عارضه بالقرآن العام مرتين، وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا ذاهبًا على رأس الستين فأبكاني ذلك، وقال: "يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من امرأة صبرًا" وناجاني في المرة الأخيرة فأخبرني أنني أول أهله لحوقًا به، وقال: "إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم ابنة عمران" فضحكت بذلك.