والبزار والديلمي في مسنديهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغيرة من الإيمان والمِذاء من النفاق" قال: قلت: ما المذاء؟ قال: "الذي لا يغار" قال الحليمي في شعب الإيمان: المذاء أن تجمع بين الرجال والنساء، ثم تخليهم يماذي بعضهم بعضًا، وأخذ من المذي، وقيل هو إرسال الرجال مع النساء من قولهم: مذأت فرسي إذا أرسلتها ترعى قال: وقال الله عز وجل: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) الآية. وقال: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنيه، نخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم.
وكذا قال ابن الأثير في النهاية قيل: هو أن يُدْخِلُ الرجلُ الرجلَ على أهله ثم يخلهم يماذي بعضهم بعضا، يقال: أمذي الرجل وماذي إذا قاد على أهله مأخوذ من المذي، وقيل: هو من أمذيت فرسي ومذيته إذا أرسلته يرعى، وقيل: هو المذاء بالفتح، كأنه من اللين والرخاوة، من أمذيت الشراب إذا أكثرت مزاجه فذهبت شدَّتُه وحدَّتُه.
قال: ويروى المِذَال بالالم والمِذَالُ: هو أن يقلق الرجل عن فراشه الذي يضاجع عليه حليلته ويتحول عنه ليفترشه غيره، ويقال: أمذَلَ بسرِّه يمذُلُ ومَذِل يمذَلُ: إذا قلق به.