فنزلت: (إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) وهو مرسل أيضًا. والحسين هذا وهو الملقب بسنيد فيه مقال وأورده الواحدي في الأسباب له تعليقًا، فقال: وقال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "ليست شعري ما فعل أبواي؟ " فنزلت هذه الأية. ووصله الثعلبي وغيره من رواية عطاء عنه، لكن من تفسير عبد الغني ابن سعيد الواهي.
وذكر الواحدي في "الوسيط" أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عن قبر أبيه وأمه فدله عليهما، فذهب إلى القبرين فدعا لهما وتمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة. ورد ذلك جماعة من المفسرين باستحالة الشك من الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر أبويه.
وممن صرح بذلك ابن عطية حيث قال: هذا خطأ ممن رواه، أو ظنه، لأن أباه مات وهو في بطن أمه. وقيل: وهو ابن شهر، وقيل: ابن شهرين، وماتت أمه بعد ذلك بخمس سنين، منصرفها به من المدينة من زيارة أخواله، فهذا لا يتوهم أنه خفي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا استبعد الإمام فخر الدين الرازي هذا السبب قال: لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم حال من مات