فأجبت: قد سُئِلَ الحافظ جمال الدين أبو الحجاج المزي عنها، فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة بأسانيد معروفة يحتاج في تتبعها إلى فراغ، وهي مع ذلك مسروقة سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة ويقال: زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي وهو الذي وضع رسائل "إخوان الفا" فيما يقال، وكان جاهلاً بالحديث، وسرقها منه ابن ودعان، فركب لها أسانيد، فتارة يروي عن رجل عن شيخ ابن رفاعة، وتارة يدخل اثنين، وعامتهم مجهولون، ومنهم من يشك في وجوده، والحاصل أنها فضيحة مفتعلة، وكذبة مؤتفكة، وإن كان الكلام الذي فيها حسنًا ومواعظ بليغة فليس لأحد أن ينسب كل مستحسن إلى الرسول عليه السلام، لأن كلما قاله الرسول حسنا، وليس كل حسن قاله الرسول. والله الموفق.