وسكت عليه أبو داود، والمنذري في مختصره والنووي في الخلاصة مع أن في رواته من جهل حالا، بل ومن جهل عينًا، وذكر الأئمة أن معناه: أن يدفع القوم بعضهم بعضًا للتقدم لها، والتدافع يحتمل أن يكون لعدم وجود متأهل للإمامة، أو وجوده لكن للرياء في إظهار أن غيره أحق، أو لإهمال شهود الجماعات بلا سبب، أو بسبب اشتغاله بالحروب الدنيوية ونحوها، لأجل التنافس على الدنيا، فيبقى حاضروا المسجد في حيرة، لعدم الإمام، ولا شك أن في تأخير إيقاع الصلاة بعد الإقامة بلا سبب سوء أدب مع الله، وقد روى عبد الرازق. وكذا ابن أبي شيبة في مصنفه وتقاربا أن حذيفة كان يتخلف عن الإمامة فأقيمت الصلاة ذات يوم فتدافع القوم، وهو وابن مسعود، ثم تخلف ابن مسعود، وتقدم حذيفة، فلما قضى صلاته قال لهم: لتتبعن إمامًا أو لتصلن فرادى. أما المتخلف للخوف من كونه ضامنًا، فليس من هذا في شيء، ولم يزل الأكابر يتورعون عنها. والله المستعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015