منها تقديمه له في الصلاة بالناس حين مرض موته وفي الحج سنة تسع ومنها قوله للمرأة التي سألته صلى الله عليه وسلم شيئًا وأمرها أن ترجع إليه وقولها: أرايت إن جئت فلم أجدك كأنها تعني الموت: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر" ومنها: قوله في مرض موته لعائشة رضي الله عنها: "ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابًا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" ومنها: منامه صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاءني أبو بكر وعمر، أخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبًا، أو ذوبين، وفي نزعه ضعف فغفر الله له ثم أخذها عمر من يد أبي بكر الحديث".
ولذا كله وغيره من الأدلة ثبت كما في صحيح مسلم من حديث ابن أبي مليكة أن عائشة رضي الله عنها سئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسخلفًا لو استخلف قالت: أبو بكر فقيل لها: ثم من بعده؟ قالت: عمر الحديث. وفيه إشارة إلى أنه لم يقع تنصيص صري على ذلك. وكذا قصة سقيفة بني ساعدة دالةعلى أنه لم يكن عند أحد من المهاجرين والأنصار في ذلك نص صريح، وما يروي من التنصيص عليه وعلى غيره، فباطل، كما بسطته في بعض الأجوبة، إذ لو ثبت شيء من ذلك لم يقل أبو بكر رضي الله عنه للأنصار رضي الله عنهم: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة. كما أنه لو كان عند علي رضي الله عنه أو غيره نص فيه، أو إيماء لنقل، ولم ينقل أنه ذكره في يوم من الأيام، ولا أن أحدًا ذكره، بل اتفق المسلمون على أن دعوى الشيعة النص على علي، والوصية إليه