إلا على أعمى البصر والبصيرة، وحاصل ما في المقام أن عمدة هذه الطائفة المبيحة للاجتهاد من غير شرط من شروطه هو ابن حزم وكان آية في العلم، لكن به نزعة أخرته عن رتبة الكاملين، وكاد مذهبه الظاهري ينتشر في المغرب بواسطة أمير ذلك الإقليم أعني الأندلس، لولا رجال كالعلامة الباجي قيضهم الله تعالى للدين الحق ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، فأزاحوا شكوك ذلك الأمير وأوهامه وأبدلوها بحق اليقين الذي عليه عصابة المسلمين واستتب الأمر على ذلك إلى وقتنا هذا والحمد لله رب العالمين، وبعض هذه الطائفة اجتهد فأداه اجتهاده إلى أن سبب تأخر المسلمين عن الأمم الراقية هو تمسكهم بهذا الدين، فلو ألقيت هذه العوائد لارتقوا كغيرهم، لكن دعواه الاجتهاد في هذا السبب أيضا كاذبة، بل هو مقلد في ذلك غير المسلمين القائل بهذا القول كما سنذكره لك إن شاء الله تعالى، وعارضه في القول آخر وقال: يا هذا لا تقل سبب تأخر المسلمين عن منصتهم العالية التي لم يبلغها غيرهم هو تمسكهم بالدين أظنك تسمع بلفظ الدين ولم تفقه له معنى ولا عانقته ولو مرة في عمرك (?) بل سبب