وقال الحافظ ابن حجر معرفا الخوارج: والخوارج الذين أنكروا على علي التحكيم وتبرأوا منه ومن عثمان وذريته وقاتلوهم، فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة1.
فالخوارج إذًا هم أولئك الذين خرجوا على علي رضي الله عنه بعد قبوله التحكيم ويلحق بهم كل من خرج على أئمة المسلمين الشرعيين، وكفرهم بالمعاصي. ولهم عدة ألقاب غير لقب الخوارج، كالحرورية، والشراة، والمارقة، والمحكمة، وهم يرضون بعض هذه الألقاب باعتبار ويرفضونها باعتبار آخر.
وأما بداية انتشارهم وظهورهم فقد كانت بعد حصول الاتفاق على التحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما سنة سبع وثلاثين كما حكى ذلك الطبري2 وغيره من المؤرخين.
ومن أهم فرق الخوارج المحكمة الأولى الذين انفصلوا عن جيش علي رضي الله عنه وهم الذين أعلنوا شعار: لا حكم إلا لله. قال أبو الحسين الملطي واصفا ما بلغوا إليه من ظلم وإجرام، فأما الفرقة الأولى من الخوارج، فهم المحكمة الذين كانوا يخرجون بسيوفهم في الأسواق فيجتمع الناس في غفلة فينادون: لا حكم إلا لله، ويضعون سيوفهم فيمن يلحقون من الناس، فلا