تعالى لا سيما بعد تسلمه الخلافة لأنه رأى أن هذه المشتبهات تشبه الحرام، فقد تكون سببا للوقوع في المحذور المقتضي للعذاب الأليم في الآخرة فتورع عنها.
ومن أمثلة ذلك: أنه رحمه الله تعالى ما كان يقبل أي هدية من عماله أو من أهل الذمة خوفا من أن يكون ذلك من باب الرشوة، فروى ابن الجوزي عن عمرو بن مهاجر قال: اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا فقال: لو كانت لنا - أو عندنا - شيء من التفاح، فإنه طيب الريح طيب الطعم. فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحا.
فلما جاء به الرسول، قال عمر: ما أطيب ريحه وأحسنه، ارفعه يا غلام، فأقرئ فلانا السلام وقل له: إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب. فقلت يا أمير المؤمنين، ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة. قال: ويحك؟ إن الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هدية وهي لنا اليوم رشوة1.
وعن ميمون بن مهران قال: أهدي إلى عمر بن عبد العزيز تفاحا وفاكهة فردها وقال: لا أعلم أنكم بعثتم إلى أحد من أهل عملى شيئا"