التي نهينا عنها1، وعلاوة على هذا فإنه قد ورد عن فاطمة نفسها رواية أخرى ذكرها الفسوي بسنده عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي: أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك وقال لها: ألا تخبريني عن عمر؟ فقالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة، ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه2، فصرحت في هذه الرواية على ما علمته منه، فقط ولا يمنعه من أن يتمتع بغيرها من نسائه البواقي، بل قد صرحت بأنه قد اغتسل ثلاث مرات حسب علمها، ومن المعلوم أن عمر بن عبد العزيز من أشد الناس حبا للسنة وتطبيقا لها، والزواج من سنة النبي صلى الله عليه وسلم, فيستبعد منه رحمه الله أن يترك السنة ويمنع نفسه من المباح الذي أحله الله له، ولا داعي في رأيي لما قام به بعض الباحثين3 من دفاع عن عمر فيما يخص الرواية السابقة، فإن ترك الزواج وتحريم ذلك لا علاقة له بالزهد الإسلامي الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دخيل على المجتمع المسلم، وهو مما تفتخر به بعض الفرق المنحرفة عن الإسلام وتدعي أنه من الزهد الإسلامي، ولهم في ذلك حكايات لا يشك من تأملها أنها لا تمت إلى الإسلام بصلة, فمن ذلك أن