الخلافة كتب إلى عماله أما بعد: فإن هذا الأمر الذي ولاني الله لو كنت إنما أصبحت ورغبتي فيه مطعم، أو ملبس، أو مركب، أو اتخاذ أزواج، أو اعتقاد أموال لكنت قد بلغ الله بي من ذلك قبل ما ولاني من أفضل ما بلغ بعباده. ولكن أصبحت له خائفا، أعلم أن فيه أمرا عظيما وحسابا شديدا، ومسألة لطيفة عند مجاهدة الخصوم بين يدي الله إلا ما عافى الله ورحم ودفع ... "1.

قال ابن عبد الحكم: "ولما ولي عمر بن عبد العزيز زهد في الدنيا، ورفض ما كان فيه وترك ألوان الطعام فكان إذا صنع له طعام هيئ على شيء، وغطي، حتى إذا دخل اجتذبه فأكل"2.

فإذا لا يهمه من الأكل إلا أنه يسد جوعه ويقيم صلبه، ولكن كم كانت نفقته وعياله في اليوم؟ قال سلم بن زياد: "كان عمر ينفق على أهله في غدائه وعشائه كل يوم درهمين"3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015