المبحث الرابع: أخلاقه رحمه الله تعالى
أ- الزهد:
إن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رجل توَّاق لا ينال شيئاً إلا تاق إلى ما هو أشرف وأعلى مما ناله، فلما وصل إلى الخلافة وهي أعلى منصب دنيوي على الإطلاق تاقت نفسه إلى الآخرة، والعمل بالعدل، فوظَّف الخلافة لنيل سعادة الآخرة، ولا شك أن سلعة الله تبارك وتعالى سلعة غالية لا تنال بالتمني وإنما تنال بالأعمال الصالحة الموافقة لما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالتزم أخلاقا فاضلة منها: الزهد، والورع، والتواضع.
والزهد في الدنيا هي الصفة التي اشتهر بها نظرا للمحيط الذي كان يعيش فيه، والأشخاص الذين عاصرهم، ولا شك أن الزهد المبني على الكتاب والسنة زهد مشروع مرغب فيه، وهو ترك ما لا ينفع في الآخرة1، ومن المعلوم أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قد بذل ما بوسعه لترك كل أمر لا ينفعه في آخرته فلم يفرح بموجود وهي الخلافة، ولم يحزن على مفقود كما في وفاة ابنه البار عبد الملك أحب الناس إليه، وهذا هو تطبيق نص الآية الكريمة قال تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ