وَهَذَا نبذ مِمَّا ذكر فِي وَسِيلَة الطالبين وفيهَا صلوَات أُخْرَى بتراكيب شَتَّى لدفع البليات وَقَضَاء الْحَوَائِج وكشف الْمُهِمَّات وَغير ذَلِكَ من شَاءَ الإطلاع عَلَيْهَا فَليرْجع إِلَيْهَا.
وَقد ذكر بَعْضًا مِمَّا أوردنا وبعضا مِمَّا لم نذكرهُ هُنَا صَاحب الأوراد وشارحه مؤلف كنز الْعباد ومؤلف الغنية وقوت الْقُلُوب ومؤنس الْفُقَرَاء وَغَيرهَا من كتب الأوراد والوظائف المملوءة من الطرائف واللطائف.
وَقد افترق جمع من أهل عصرنا وَمن قبلنَا فِي بَاب أَدَاء أَمْثَال هَذِه الصَّلَوَات فرْقَتَيْن ففرقة مُشَدّدَة فِي الْمَنْع واثبات ابتداعها وَالْحكم عَلَيْهَا بِكَوْنِهَا مُخَالفَة للسّنة وَمن مخترعات الصُّوفِيَّة وَفرْقَة متساهلة فِي الْآخِذ بهَا وَالْعَمَل بهَا مَعَ الاهتمام التَّام أَزِيد من اهتمام أَدَاء مَا ثَبت عَن النَّبِي وَأَصْحَابه الْكِرَام، وق بلغ تشدد الْفرْقَة الأولى إِلَى الطعْن على كبراء الْمَشَايِخ الصُّوفِيَّة وتساهل الْفرْقَة الثَّانِيَة إِلَى اعْتِقَاد كَونهَا من السّنَن الشَّرْعِيَّة والْآثَار المرضية النَّبَوِيَّة.
وَقد أجبْت فِي هَذَا الْبَاب غير مرّة بِمَا يختاره كل منصف متجبنا عَن تساهل المتساهل وتشدد المتعسف. وَهَذَا من نعم الله تَعَالَى عليَّ حَيْثُ يرشدني فِي كل بَاب طَرِيق الصَّوَاب ويلهمني طَرِيقا وسطا بَين طَرِيق المتساهلين الجاحدين وَبَين طَرِيق المشددين الكاسدين وَكم لله على من من منن مُخْتَصَّة لَا أقدر على أَدَاء شكرها وَلَو كَانَ ذَلِكَ فِي الْيَوْم مائَة ألف مرّة.