اكتراث للموقف وللدنيا، فيقول 1:

لقد جمع الأحزاب حولي وألَّبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع

وقد قربوا أبناءهم ونساءهم ... وقُرِّبْتُ من جذع طويل ممنع

وكلهم يبدي العداوة جاهداً ... عليّ لأني في وثاق بمضيع

إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي

وذلك في شأن الإله وأن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع

وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد هملت عيناي في غير مجزع

وما بي جذارى الموت إني لميت ... ولكن جذارى جحم نار ملفع

فلست بمبدٍ للعدو تخشعاً ... ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي

ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان في الله مصرعي

فكم من أثر لهذا الموقف الذي سطر في هذه القصيدة على القارئ والمستمع له، وكأنه يشعل في نفوس الآخرين جذوة الصبر، والدفاع عن الدين والتمسك به، وعدم الرضا بما هو دونه، والبعد عن كل ما يجافي الدين ويعارضه، فأكد بهذا المثال الرائع الذي صوره بلغة الضاد وأدبها الأثر التربوي للغة العربية بما تحمله من معاني ودلالات مؤثرة في النفس البشرية إذا صيغت الصياغة الأدبية.

2- الحث على مكارم الأخلاق:

تعتبر الأخلاق في المنظور الإسلامي الهدف العام والأساسي في الإسلام، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" 2.

ذلك أن الدين الإسلامي كله خلق في صلة العبد بربه، وبنبيه صلى الله عليه وسلم، وجميع المخلوقات؛ ولذلك قال ابن قيم الجوزية: "الدين كله خلق، فمن زاد عليك في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015