المبسوط؛ ذلك أن هذا الموضوع هو جزء من موضوع عنوان الدراسة وفرع منها، وإيضاحها فيما يلي:

1- التمسك بأهداب الشريعة:

التمسك بأهداب الشريعة الإسلامية هو أول أوصاف الأخلاق الحميدة للفرد، فمن خلا من التقيد بالشريعة فقد خلا من لباس الفضائل الخلقية بأسرها، ذلك أن الدين الإسلامي كله خلق، يقول ابن قيم الجوزية: "إن حسن الخلق هو الدين كله، وهو حقائق الإيمان وشرائع الإسلام" 1. "ويقول فالدين كله، خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين"2.

قال الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} 3. وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن" 4.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أما الخُلُقُ العظيم الذي وصف الله به محمد صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقاً، هكذا قال مجاهد وغيره، وهو تأويل القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن" وحقيقته المبادرة إلى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر"5.

فالدين كله خلق، والتمسك بشرائع الدين دليل على العناية بأمر الخلق، وللغة العربية حظ ونصيب في البناء الخلقي فيما يتعلق باكتساب شرائع الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015